حادثة جنيات كوتنجلي

حادثة جنيات كوتنجلي : عندما خدعت طفلتان العالم بأسره

تعتبر حادثة جنيات كوتنجلي من أكثر الحوادث المثيرة للجدل، حيث في صيف عام 1917 إدعت فتاتان إلتقاطهما لصور جنيات حقيقية في كوتينجلي، بالقرب من برادفورد في إنجلترا.

لقد كانت واحدة من أكثر الخدع إثارة للدهشة والغموض في تاريخ البشرية، والتي حدثت منذ ما يزيد قليلاً عن 100 عام، والتي نجحت في قلب المجتمع في ذلك الوقت رأسًا على عقب وشاركت وسائل الإعلام وحتى بعض الكتاب المهمين الآخرين.

لقد تم تأليف تلك الكذبة من قبل بعض الفتيات اللاتي يشعرن بالملل. تعتبر حادثة جنيات كوتنجلي من أكثر الحوادث المثيرة للجدل.

إقرأ أيضا : الجنيات مخلوقات أسطورية حقيقية أو مجرد خرافات

قصة حادثة جنيات كوتنجلي

حادثة جنيات كوتنجلي
صور للفتاتين مع الجنيات

بطلتا حادثة جنيات كوتنجلي الشهيرة ” Cottingley Fairies ” كانت أسماؤهم إلسي رايت ” Elsie Wright  “وفرانسيس جريفيث ”  Frances Griffiths ” وكانا أبناء عمومة، خلال الحرب العالمية الأولى عاشوا في كوتنجلي، بالقرب من برادفورد في إنجلترا.

كانت إلسي فنانة موهوبة للغاية، لم تكن ترسم صورًا ومناظر طبيعية فحسب، بل عملت في معمل للصور في وقت مبكر من الحرب، بعد أن اجتازت مدرسة برادفورد للفنون في سن 13 عامًا فقط.

في المختبر، كان عليها أن تصنع صورًا مركبة لجنود سقطوا في معركة مع صور أحبائهم، وهكذا بدأت قصتها مع العمل باستخدام لوحات التصوير.

ولكن في صيف عام 1917، شعرت الفتاتان أبناء العمومة بالملل في كوتنجلي. كانت إلسي ابنة أحد أوائل المهندسين الكهربائيين المؤهلين في القرية الصغيرة، وبما أنه لم يكن لديها الكثير لفعله، فقد قررت استعارة كاميرا والدها والتقاط الصور في الخور الذي يمر خلف منزلهم.

إقرأ أيضا : اختطاف بارني وبيتي هيل من طرف الفضائيين حقيقة أو بحث عن الشهرة

صور الجنيات المثيرة للجدل :

حادثة جنيات كوتنجلي

تظهر أولى الصور التي التقطتها الفتيات، وربما الأكثر شهرة، فرانسيس وهي غير منزعجة، تنظر إلى الكاميرا بينما مجموعة من الجنيات يرقصون حولها, كان مجموع الصور الملتقطة هو 5 صور.

عندما رأى والد إلسي اللوحات، اعتبر الصور مزيفة، رغم أن الأم كانت لديها بعض الشكوك حول هذا الأمر.

أصرت الفتيات على أنهن وراء مجرى المنزل كانوا يلعبون مع مجموعة من الجنيات الذين أصبحوا أصدقاء لهن، لكن معامل كوداك للتصويت رفضت في ذلك الوقت المصادقة على الصور، بدعوى وجود طرق عديدة لتزويرها.

بعد ثلاث سنوات، وصلت هذه الصور إلى يدي آرثر كونان دويل نفسه وهزت المجتمع الإنجليزي وكل شيء نعرفه عن العالم.

كان الكاتب الشهير الذي ربط الطب بعلم الإجرام إلى الأبد (لإمتاع كتّاب المسلسلات التليفزيونية) من أشد المؤمنين بالظواهر الخارقة للطبيعة، وبدا له أن صور هاتين الفتاتين اللتين تلعبان مع الجنيات دليل علمي على وجودهم.

كان من غير المجدي لمختبرات كوداك أو الساحر الشهير هوديني نفسه، وهو صديق شخصي عظيم، أن يحذره من أن الأمر ربما لم يكن بهذه الأهمية.

ولا ينبغي أن يبدو غريباً بالنسبة له أن إلسي نفسها، على الرغم من صغر سنها، عملت لبعض الوقت في مختبر للتصوير الفوتوغرافي صنع مونتاج لصور الجنود مع عائلاتهم.

إقرأ أيضا : أسطورة كراكن : وحش البحر الأسطوري العملاق

كوتنجلي قبلة السياح والفضوليين

حادثة جنيات كوتنجلي

بدأ المئات من الناس في القيام برحلة حج إلى بلدة كوتينجلي الصغيرة على أمل رؤية الجنيات. هذه هي الشهرة التي اكتسبتها، حتى أن سائق حافلة نقل سياح عندما اقترب، أعلنها بالصراخ : “أرض الجنيات!”

مر الوقت وبغض النظر عن مقدار الجهد والإيمان الذي بذلوه فيه، لم ير أحد شيئًا هناك، أخذ المؤمنون بوجود الجنيات والمحبطون الفتاتين وجعلوهما يعيدان المشهد على ضفاف النهر، ليروا ما إذا كان هناك شيء سيحدث في النهاية.

لكن لم يحدث شيء، لا وجود لجنيات في الجوار أو في البلدة، ليصاب المؤمنون بفرضية وجود الجنيات وبصور الفتاتين بالإحباط والحسرة ويعودوا أدراجهم خائبين.

منذ ذلك الحين، كانت هناك سلسلة من الكتب والمقالات وحتى الأفلام التي تدافع عن صحة الصور أو تهاجمها.

كان بن كينجسلي وبيتر أوتول من بين الممثلين الذين ساهموا في نشر أفلام الجنيات من مطلع القرن إلى الحياة في أفلام مثل “تصوير الجنيات” و “فيري تيل” أو حكاية الجنيات في التسعينيات.

إقرأ أيضا : كارثة دواء الثاليدوميد : أكبر كارثة طبية في التاريخ الحديث

الجنيات حقيقة أو أسطورة

حادثة جنيات كوتنجلي

نخفض الاهتمام بجنيات كوتينجلي تدريجيًا بعد عام 1921م. تزوجت الفتاتان وعاشتا في الخارج لفترة من الوقت بعد أن كبرت، ومع ذلك استمرت الصور في جذب انتباه الجمهور.

في عام 1966م، تعقب مراسل من صحيفة ديلي إكسبريس إلسي، التي كانت قد عادت إلى المملكة المتحدة. تركت إلسي الباب مفتوحاً أمام احتمال أنها اعتقدت أنها صورت أفكارها، وأصبحت وسائل الإعلام مهتمة مرة أخرى بالقصة.

في أوائل الثمانينيات اعترفت السي وفرانسيس بأن الصور كانت مزورة، باستخدام قصاصات من الورق المقوى للجنيات تم نسخها من كتاب أطفال شهير في ذلك الوقت، لكن فرانسيس أكد أن الصورة الخامسة والأخيرة كانت أصلية.

تُعرض حاليًا الصور الفوتوغرافية واثنتان من الكاميرات المستخدمة في المتحف الوطني للعلوم والإعلام في برادفورد بإنجلترا.

في ديسمبر 2019، تم الحصول على الكاميرا الثالثة المستخدمة في التقاط الصور ومن المقرر أن تكتمل المعرض.

ما حدث في هذه القصة لا ينبغي أن يجعلنا نعتقد أن الناس في ذلك الوقت كانوا أكثر سذاجة أو أمية منا.

لا يمكننا أن ننسى السياق الذي حدث فيه كل هذا، في تلك الحقبة كانت هنالك حرب ذات أبعاد هائلة، شاركت فيها جميع قوى الأرض. جحيم لا نهاية له أودى بحياة الملايين وشوه ملايين الأسر الأخرى.

لا زالت حادثة جنيات كوتنجلي تثير الجدل ليومنا هذ، بين مؤيد ومعارض لحقيقة تلك الصور ووجود تلك الكائنات الأسطورية التي تسمى “الجنيات”.

إقرأ أيضا : قصة التوأم الصامت الذي حير أشهر علماء النفس

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *