عصر الاكتشافات الجغرافية

عصر الاكتشافات الجغرافية واكتشاف العالم الجديد

عصر الاكتشافات الجغرافية

لطالما تملك الإنسان فضول كبير لا حدود له لإستكشاف العالم و الأشياء المجهولة والتي لا علم له بها, خصوصا في عصر الاكتشافات الجغرافية. لكن في نهاية القرن ال 14 بدأت هنالك رحلات إستكشافية جدية من بعد الدول كإسبانيا والبرتغال وإنجلترا نحو المجهول وبحثا عن التوابل والذهب وغيرها من الأشياء التي كانت نادرة في أوربا آنذاك.

كما أن الأروبيين كانو يودون إكتشاف طريقة الإبحار إلى الهند و اكتشاف العالم الجديد.

لكن هاته الرحلات لم تكن بالسهولة المتوقعة، حيث كانت محفوفة بالمخاطر وإستغرقت المئات من السنين قبل أن يتمكن الإنسان أخيرا من رسم خريطة للعالم وقد تطور الإنسان في عصرنا الحالي لدرجة إستكشافه لأغلب المناطق على كوكب الأرض بل وبدأ في التفكير لإستكشاف الفضاء والكواكب الأخرى وعن إمكانية العيش فيها .

فما هو تاريخ الاكتشافات الجغرافية ؟ وماهي أسباب الاكتشافات الجغرافية ؟ وماهي أهم الاكتشافات الجغرافية ؟ 

مفهوم الاكتشافات الجغرافية

في أمريكا وإفريقيا والقارات الأخرى، تُعرف فترة عصر الاكتشافات الجغرافية، بالحقبة الزمنية الاستعمارية التاريخية التي كانت خلالها مجتمعات وحضارات بدائية تخضع لسيطرة العواصم الأوروبية. لقد تعرضوا لعملية هيمنة سياسية واجتماعية وثقافية من قبل الإمبراطوريات الرئيسية في ذلك الوقت، مثل الإسبانية والفرنسية والإنجليزية.

كانت هناك العديد من حالات الاستعمار في العالم، وخاصة تلك التي أحدثتها أوروبا في أمريكا وإفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. نظرًا لأن خصائص كل مستعمرة كانت مختلفة، فلا يوجد عصر استعماري واحد.

ذات صلة: الاكتشافات الجغرافية الكبرى التي غيرت خريطة العالم القديم

أهداف الإستكشافات الجغرافية

الإستكشافات الجغرافية
أهداف الإستكشافات الجغرافية

لقد كان العالم القديم يتكون من 3 قارات فقط و هي القارة الأوروبية والقارة الأفريقية والقارة الآسيوية.

و لكن مع التقدم التكنولوجي و العلمي للبشر عبر العصور و الفضول الكبير لإكتشاف المجهول، دفع البشر لتنظيم رحلات إستكشافية للبحث عن الذهب والتوابل و التبادل التجاري و تحديد المناطق التي تصلح لتكون مستعمرات.

كان العديد من الملوك و السلاطين خاصة في إسبانيا والبرتغال يدعمون هاته الرحلات دعما غير مشروط آملين في نجاحها وجني الأموال من ورائها. وسميت تلك الفترة بعصر الاكتشافات الجغرافية.

إقرأ أيضا : حضارة الإنكا الأسطورية في بيرو

أسباب الاكتشافات الجغرافية

من بين أهم أسباب حركة الكشوف الجغرافية أو الإستكشافات الجغرافية في عصر الإستكشافات الجغرافية:

إغتصاب و إستعمار الأراضي : و قد عمدت العديد من الدول إلى إستعمار العديد من البلدان التي كانت مجهولة آنذاك، خصوصا إسبانيا والتي أحتلت جزأ كبيرا من قارة أمريكا الجنوبية وكانت من أهم الأسباب في دمار حضارة الأزتك والمايا وحضارة الإنكا التاريخية في البيرو بعدما إستعبدو سكانها و نهبو ثرواتهم و ذهبهم و جعلوهم يعملون لساعات طوال في المناجم.

إحتلال فرنسا لأغلب الدول الأفريقية و نهب ثرواتها الطبيعية و أيضا إمبراطورية إنجلترا والبرتغال وهولندا، حيث كان هنالك سباق محتدم بين هاته الدول للتسابق نحو الإستكشافات ونهب ثروات الدول الفقيرة مستغلين في ذلك تطور عتادهم وأسلحتهم وأساطيلهم البحرية في مواجهة القبائل البربرية.

نشر الديانة: عندما كان الأوروبيون يتجهون في رحلة إستكشافية جديدة، كانو دائما ما يسطحبون معهم أساقفة ورهبان ورجال دين ضمن الطقم البحري، ليقومو بنشر الديانة المسيحية في الدول التي يستعمرونها و يصلون إليها.

عصر الاكتشافات الجغرافية

و لقد نجحو في ذلك نجاحا مبهرا حيث نشرت إسبانيا الديانة المسيحية في كل أرجاء أمريكا الجنوبية والتي لا زالت تدين بالمسيحية و بالضبط الكاتوليكية حتى يومنا هذا، دون نسيان دول أخرى ساهمت إسبانيا في دخولها للمسيحية كالفلبين.

العودة للمنزل و إستقبالهم إستقبال الأبطال : نعم هذا صحيح عزيزي القاريء فلقد تم إستقبال العديد من المستكشفين إستقبال الأبطال و تم تكريمهم من طرف الملوك والسلاطين وغدق الأموال عليهم، نظيرا لإستكشافاتهم الناجحة ولعل أبرزهم ماجلان و كريستوفر كولومبس.

الثروات : من بين أهم أسباب الإستكشافات الجغرافية كان دافعها الأساسي هو البحث عن الثروات الطبيعية والمعادن والذهب وكل ما هو نفيس والتي كانت تشكل مصدر قوة و دافعا لإقتصاد هاته الدول.

البحث عن طرق تجارية : وخاصة تلك التي تساهم في وصول السفن الأوروبية إلى نقط محددة في قارة آسيا وأهمها الهند و التي قضى الأروبيون سنوات طوال في البحث عن كيفية الإبحار إليها بهدف التبادل التجاري والحصول على التوابل والتي كانت منعدمة في أوربا وكان يحبها الملوك و السلاطين.

  • روح المغامرة التي دفعت الرجال لغزو أو اكتشاف أراضٍ جديدة لإثراء أنفسهم.
  • تقدم الجغرافيا والاعتقاد المتزايد بأن الأرض كروية.
  • سمح تحسين الملاحة في عصر الاكتشافات بسبب ظهور البوصلة، وبناء قوارب أفضل وغيرها من الأجهزة، للبحارة بالمخاطرة بحار مجهولة دون خوف من الضياع.

العمالة الرخيصة والمواد الأولية

  • عمالة رخيصة : لقد هُزم السكان الأصليون للمستعمرات الأوروبية، أي كان عليهم قبول الشروط التي فرضها المستعمر. في بعض الحالات، كان هذا يعني عرض عملهم بسعر منخفض. 
  • المواد الأولية : المنتجات الزراعية مثل الشاي (الاستعمار البريطاني في آسيا) أو المطاط (الاستعمار الإسباني في أمريكا) تتطلب مناخات أو مساحات كبيرة من الأرض لا يمكن العثور عليها في أوروبا.
    في حين أنه يمكن الحصول على هذه السلع من خلال التجارة، فمن الأرخص للدولة المستعمرة أن تستحوذ على الأرض والحصول عليها دون دفع ثمنها.
  • أسباب أخرى : من بين الأسباب الأخرى وراء هاته الرحلات الإستكشافية هو الفضول الكبير ومحاولة إشباعه وإجراء بعض الدراسات العلمية ومحاولة التوسع وبسط النفوذ نتيجة للصراع المحموم بين إسبانيا والبرتغال وإنجلترا و فرنسا وهولندا.

إقرأ أيضا: ماهو علم الجغرافيا : كيف تطور علم الجغرافيا عبر العصور

أهم الاكتشافات الجغرافية

عصر الاكتشافات الجغرافية

أهم نتائج الاكتشافات الجغرافية

رحلة ماجلان : في أواخر القرن الرابع عشر كان الناس في أوربا يلجئون لتمليح اللحوم لتفادي تلفها و تعفنها و كي لا تفقد طعمها.

لكن ذلك لم يكن كافيا، خاصة بعد سماعهم بوجود التوابل في الهند  كالقرفة و الزنجبيل و الفلفل و العديد من التوابل الأخرى و التي كانت تعطي طعما خاصا للطعام و لكنها في المقابل كانت باهضة الثمن.

لم يكن في إستطاعة الكثير من الناس الحصول عليها، وهذا كان من بين أهم الأسباب وراء إرسال سفن و أساطيل بحرية إستكشافية نحو جنوب أفريقيا و الهند.

لكن العديد من البرتغاليين كانو يعتقدون أنهم سيحترقون و يموتون بمجرد عبور خط الإستواء في طريقهم إلى الهند، إلى أن جاء الرحالة و المستكشف الشهير “فاسكو دي جاما” و فند هاته الفرضية و كان أول من أبحر نحو الهند سنة 1498.

اكتشاف العالم الجديد

فرناندو ماجلان والرحلة الشهيرة

 لكن و بعد 20 سنة بالكمال و التمام قام ” فرناندو ماجلان” بالإبحار حول الأرض بشكل كامل ليكون أول بشري يبحر حول الأرض، كما لقب المحيط الهاديء بذلك الإسم بسبب الطقس الهاديء الذي مر به عندما كان هنالك في طريق إبحاره للهند.

و يذكر أن “فرناندو ماجلان” كان برتغاليا و نظرا لرفض ملك البرتغال آنذاك ” مانويل” تمويل رحلته لإستكشاف النصف الثاني من الكرة الأرضية و الوصول إلى جزر التوابل، مما إضطر ماجلان للسفر والإقامة في إسبانيا، حيث وافق ملك إسبانيا ” تشارلز ” على تمويل رحلته.

في ظل الصراع المحموم آنذاك بين البرتغال و إسبانيا نحو إستكشاف جزر التوابل، مما شكل ضربة قاضية للبرتغال.

من الجدير بالذكر أن “ماجلان” قتل في الفلبين، حيث حاول بسط سيطرته عليها، فلقي مقاومة شرسة من السكان المحليين، حيث لقي “ماجلان” مصرعه على يد القائد الفلبيني المسلم “لابو لابو” سنة 1521.

إقرأ أيضا : معركة ماكتان ومقتل فرناندو ماجلان على يد لابو لابو

كولومبوس واكتشاف امريكا

اكتشاف كريستوفر كولومبوس لأمريكا
اكتشاف كريستوفر كولومبوس لأمريكا

إكتشاف أمريكا : يعد “كريستوفر كولومبوس” من أهم الرحالة و المستكشفين في التاريخ، حيث ساهم بقوة في ربط العالم القديم (أوروبا و آسيا و أفريقيا ) بالعالم الجديد ( الأمريكيتين الشمالية و الجنوبية).

و قبل إستكشافه لقارة أمريكا قام ” كولومبوس” بدراسة طويلة و معمقة جدا للخرائط الجغرافية الموجودة آنذاك محاولا الإستفادة من أخطاء ممن سبقوه من الكشافة، لكنه كان يحتاج إلى دعم وتمويل لرحلته الشهيرة وهو ما نجح فيه بعد إقناع ملك إسبانيا ” فيرديناند” و الملكة ” إيزابيلا”

في تلك الحقبة كان هنالك سباق محتدم لبسط النفوذ والسيطرة بين إسبانيا والبرتغال حيث كانتا أقوى دول أوربا والعالم.

وقد قام “كولومبوس” بوعد ملك و ملكة إسبانيا بأنه سيحسن وضع إسبانيا الاقتصادي والمتردي آنذاك، بربط علاقات تجارية مع الهند و نشر الديانة المسيحية الكاثوليكية في نفس الوقت مما أثار حماس ملك و ملكة إسبانيا.

ومن الجدير بالذكر أن “كولومبوس” عرض مشروعه للقيام برحلة إستكشافية للأمريكيتين على ملك البرتغال وقوبل بالرفض، تماما مثل حالة “ماجلان” ليعرض “كولومبوس” مشروعه على ملكة إسبانيا ” إيزابيلا” ويوافق عليه، وليكتشف “كولومبوس” أمريكا سنة 1492، لكنه كان يظن أنه أكتشف الصين وظنا منه أنه في آسيا ومات هو على إعتقاده هذا.

من هم رواد الاكتشافات الجغرافية

لقد كانت دولتا إسبانيا والبرتغال في عصر الاكتشافات الجغرافية الكبرى هم الرائدتين والسباقتين لاكتشاف وغزو الأراضي بدون منازع.

الإمبراطورية الاستعمارية البرتغالية

بسبب مهارة بحارتها، هيمنت البرتغال على مناطق في :

  1. أمريكا: البرازيل.
  2. إفريقيا: السنغال، سواحل غينيا، الكونغو.
  3. آسيا: عدن (شبه الجزيرة العربية)، كاليكوت، جوا في الهند، ماكاو (الصين)، ملقا.
  4. أوقيانوسيا : تيمور.

الإمبراطورية الاستعمارية الإسبانية

سيطرت إسبانيا على المناطق التالية :

  1. في أمريكا: فلوريدا، كاليفورنيا في الشمال؛ المكسيك وأمريكا الوسطى وجزر الأنتيل؛ أمريكا الجنوبية، باستثناء البرازيل.
  2. في إفريقيا: الرأس الأخضر ووهران وتونس.
  3. في أوقيانوسيا وآسيا: الفلبين وجزء من جزر الملوك.

إقرأ أيضا : منغوليا بلد جنكيز خان و هولاكو، من المجد إلى الضياع

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *